الصفحة الرئيسية المقالات حساسية الانف والجيوب الأنفية

حساسية الانف والجيوب الأنفية

05/04/2019

حساسية الانف والجيوب الأنفية.  
بقلم العقيد طبيب سفيان النوايسه
مستشار جراحه الانف والجيوب الانفيه


يمكن تعريف الجيوب المجاورة للأنف (بالإنجليزية: Paranasal sinuses) بأنّها فراغات في عظام الجُمجمة، تكون ممتلئة بشكل أساسي بالهواء ويغلفها من الداخل الأغشية المخاطية وتتوزع على عدة أماكن، فهنالك الجيوب التي تقع في وسط الرأس وتُسمى الجيوب الوتدية (بالإنجليزية: Sphenoid sinuses)، والجيوب التي تُوجد في عظام الخد وتُسمى الجيوب الأنفية الفكية (بالإنجليزية: Maxillary Sinuses)، والجيوب التي تُوجد فوق العينين وتُسمى بالجيوب الجبهية (بالإنجليزية: Frontal Sinuses)، والجيوب التي توجد على كلا جانبي الأنف وتُسمى الجيوب الأنفية الغربالية (بالإنجليزية: Ethmoidal Sinuses). وتُنتج بطانة الجيوب الأنفية مخاطاً سائلاً بشكل مستمر، ويمُر هذا المُخاط عبر ممرات تصريف ضيقة في الجزء الخلفي من الأنف والحنجرة، ولأنّ فتحات تصريف المُخاط ضيقة، فإنّ أي زيادة في إنتاج المخاط والتي عادةً ما تحدث بسبب التهاب الجيوب وما يرافقها من تورم في الأغشية المخاطية  يمكن أن تؤدي إلى حدوث انسداد وضغط على الجيوب الأنفية مما يؤدي الى الم وصداع الجيوب المعروف ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الالتهاب الذي يحدث في الجيوب الأنفية له عدة مُسببات فقد يكون ناتجاً عن التعرض لمواد مثيرة للحساسية ويُعرف حينها بحساسية الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Allergic rhinosinusitis)، أو يكون الالتهاب ناجماً عن التعرض لأحد مسببات العدوى؛ كالفيروسات والبكتيريا ويُعرف حينها بالتهاب الجيوب الناجم عن العدوى (بالإنجليزية: Infective rhinosinusitis). 


التهاب الجيوب التحسسي هو عبارة عن رد فعل تحسسي يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية، وينتج عن استنشاق بعض من مُسببات الحساسية عند الأشخاص الذين يعانون من تحسس اتجاه بعض المواد؛ كحبوب اللقاح، والدخان، والغبار وعثة الفراش، وغيرهم. ومن المُمكن أن يحدث هذا التحسس في أي وقت من السنة؛ فقد تكون الحساسية موسمية، أي أنّها تحصل في فصل معين من فصول السنة، مثل أن تحدث فقط في الربيع أو الخريف، أو تمتد الحساسية على مدار العام، كما أنّها في بعض الحالات تكون حالة سريعة وعابرة تستمر أعراضها لفترة قصيرة، أو تكون طويلة الأمد ومزمنة. وممّا لا شك فيه أنّ حساسية الجيوب الأنفية يُمكنها أن تؤثر بشكل كبير في الحياة اليومية للمُصاب، فيبدأ المُصاب بالشعور بالأعراض بعد وقت قصير من التعرّض للمواد التي تسبب له الحساسية، وقد تستمر الأعراض طالما بقي المُصاب محاطاً بتلك المحفزات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفرق الرئيسي في الأعراض بين التهاب الجيوب التحسسي والتهاب الجيوب الناتج عن العدوى يكمن في أنّ التهاب الجيوب الناتج عن العدوى لا ترافقه في العادة أعراض الحكة في العينين أو الأنف على عكس التهاب الجيوب التحسسي، وفيما يأتي ذكر لمجموعة من أبرز أعراض حساسية الجيوب الأنفية: احتقان وسيلان في الأنف. العُطاس. الإصابة بالصداع. الشعور بألم وانتفاخ بين العينين، وحول الجبين أو الخدين أو الأنف. الشعور بحكة في الأنف أو العينين. عدم القدرة على التركيز. التعب والإجهاد. مواجهة مشاكل في النوم. انخفاض حساسية الشم والتذوق.


أنواع حساسية الجيوب الأنفية يمكن تصنيف التهاب التهاب الجيوب الأنفية إلى عدة أنواع بناء على مدة الإصابة به واستمرارية أعراضه، وفيما يلي تفصيل لبعض هذه الأنواع:

التهاب الجيوب الأنفية الحاد: (بالإنجليزية: Acute rhinosinusitis) ويتميز هذا النوع من حساسية الجيوب الأنفية حسب توصيات الجمعية الأوروبية للأنف والجيوب باستمرار أعراضه لمده لا تزيد عن ١٢ اسبوع. التهاب الجيوب الأنفية المزمن: (بالإنجليزية: Chronic rhinosinusitis) إذ تُوصف حساسية الجيوب الأنفية بأنّها مزمنة في حال استمرار أعراضها لمدة تزيد عن ١٢ أسبوع وقد يرافق هذه الاعراض وجود سلائل بالأنف والجيوب.

تشخيص حساسية الجيوب الأنفية: عادةً ما يتم تشخيص حساسية الجيوب الأنفية بعد أخذ التاريخ الطبي وإجراء الفحص البدني، والقيام باختبارات الدم والجلد للتعرف على مسبّبات الحساسية، كما يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء تنظير للأنف، وتصوير مقطعي (بالإنجليزية: CT scan) للجيوب الأنفية كما ويمكن إجراء فحوصات الحساسية المتخصصة وذلك للوصول لتشخيص دقيق للحالة ممّا يُمكّن الطبيب من تقديم المشورة بشأن التدابير المناسبة، ووصف الأدوية التي تُخفف من أعراضها وتُسيطر عليها. علاج حساسية الجيوب الأنفية في العديد من الحالات يُمكن للعلاجات المنزلية أن تُحسّن بشكل فعال من حالة الجيوب الملتهبة، فهنالك عدة طرق منزلية وعلاجية تُعالج وتُخفف من حدة الأعراض والآلام الناتجة عن هذا الالتهاب، وفيما يلي بيان لبعض من هذه الطرق: تعريض الوجه للبخار: يُعتبر تعريض الوجه للبخار واحداً من العلاجات المنزلية الأكثر فعالية، ويعمل على ترطيب ممرات الجيوب الأنفية، ويُساعد على تهدئتها ومن المُمكن أيضاً وضع منشفة دافئة على الأنف والخدود أثناء الاستلقاء على السرير. استخدام محلول ملحي: من المُمكن استخدام محلول ملحي لتروية الممرات الأنفية، وإخراج الميكروبات والمخاط الموجود فيها. ممارسة تمارين اليوغا: يُعتقد أنّ لليوغا دور في تخفيف أعراض الجيوب الأنفية، فيمكن القيام بعض وضعيات اليوغا التي تعتمد على رفع الرأس بطريقة معينة، ممّا يُساعد على الشعور بالتحسن دون وضع الكثير من الضغط على الجيوب الأنفية. شرب الكثير من السوائل: قد يؤدي شرب بعض أنواع السوائل بالإضافة للماء على ترطيب الجيوب الأنفية، وتخفيف الاحتقان كما أنّه يقلل من سمك مخاط الجيوب الأنفية بحيث يتدفق بسهولة أكبر، كما ويُنصح بالابتعاد عن شرب الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول، والتي يمكن أن تسبب الجفاف وتزيد الحالة سوءاً.

استخدام العلاجات الدوائية: ونذكر من هذه الأدوية: مزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) التي يمكن الحصول عليها دون الحاجة لوصفة طبية ولا ينصح باستخدامها لفترات طويلة، وبينما تعتبر بخاخات الأنف المحتوية على الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroid nasal sprays) العلاج الأكثر فعالية والذي  يساعد على تخفيف الالتهاب، بالإضافة لإمكانية تناول مضادات الهيستامين التي تعمل على تخفيف اعراض التحسس كالحكة والعطاس بشكل كبير والأهم للمريض هو معرفة مسبب الحساسية ومحاولة تجنب التعرض للأسباب.