إن المتتبع لمسيرة الدولة الأردنية منذ تأسيسها يعلم تماماً الجهد الحثيث التي توليه القيادة الهاشمية لبناء دولة عصرية متقدمة، بالرغم من كل التحديات المحيطة بنا أو التي نواجهها، حتى استطعنا أن نجعل منها جسوراً نتجاوز بها كل العقبات، ونجعلها لبنات نبنيها لنصعد بها إلى القمة .

اليوم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم فإننا نؤكد بأن توجيهات جلالته وسعيه الدؤوب للتطوير وإحداث نقلة نوعية في كافة المجالات هي سبب رئيسي وراء سعينا للتغيير والسير خطوات واسعة إلى الأمام لتحقيق الهدف المنشود في بناء الدولة الأردنية المقترنة بالتطور العالمي.

إن التركيز على تطوير القطاع الصحي في الاردن هي إحدى أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وكانت محور اهتمامه في خطابات جلالته وكلماته، ونحن في الخدمات الطبية الملكية لنا الشرف العظيم في زيارات جلالته المتكررة لصروحنا الطبية العسكرية ليتلمس أوجاع المرضى ويرسم الإبتسامة على وجوه محتاجيها، فهو الأب الحاني على شعبه، وزياراته للمستشفيات والمراكز الصحية تحمل مضامين مهمة بأن القطاع الصحي ركيزة أساسية في هذا الوطن ويجب أن نوليه جل اهتمامنا وان نبذل جهداً أكبر لتقديم الخدمة الإنسانية للمرضى .

الخدمات الطبية الملكية حققت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إنجازات علمية عالمية كان لها صدى في كراسات البحث العلمي، وشيدت صروح طبية في مختلف محافظات المملكة، حيث تم في عهد جلالته افتتاح مركز الأمير حسين بن عبدالله الثاني لأمراض وجراحة الكلى وزراعة الأعضاء، ومركز الأميرة إيمان بنت عبد الله الثاني للأبحاث والعلوم المخبرية، والمركز الوطني لتأهيل إصابات البتر، ومركز معالجة البصر بالليزك، وافتتاح مستشفى الملكة رانيا العبدالله للأطفال، وإنشاء مركز معالجة الأورام، وافتتاح مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني في محافظة العقبة، وافتتاح مستشفى الملك طلال العسكري في محافظة المفرق ومستشفى الأميرة هيا بنت الحسين في محافظتي جرش وعجلون، وإعادة تحديث وصيانة شاملة لمستشفى الملكة علياء العسكري شمال عمان وإنشاء أقسام جديدة فيها بالإضافة إلى العديد من المراكز الطبية الشاملة.

أما المرحلة القادمة بتوجيهات من لدن جلالته وبدعم القيادة العامة للقوات المسلحة سيتم البدء بمشروع تطوير مدينة الحسين الطبية ببناء برج بسعة 950 سرير، وسيتم أيضاً إنشاء مستشفى عسكري في محافظة معان، واستكمال المرحلة الثانية من مركز معالجة الأورام بسعة 150 سرير وغيرها من المشاريع التي ستشكل نقلة نوعية في مجال تقديم الرعاية الطبية والعلاجية.

إن توجيهات جلالة الملك ترسم لنا في الخدمات الطبية الملكية معالم الطريق وتعطينا دفعة قوية إلى الأمام لمواكبة التطور العالمي في مجال الطب، ونأخذ توجيهات جلالته أولاً بأول لتكون نبراساً لنا نترجمها عملاً على أرض الواقع .