الصفحة الرئيسية المقالات عمليات اصلاح الكسور بتقنية التداخل المحدود

عمليات اصلاح الكسور بتقنية التداخل المحدود

02/05/2019

عمليات اصلاح الكسور بتقنية التداخل المحدود


بقلم الرائد طبيب رعد متعب الزبن

اخصائي اول جراحة الكسور وترميم المفاصل

 

لا يوجد اي شخص منّا  في هذه الأيام إلا وقد سمع عن عمليات جراحية لاصلاح الكسور وتثبيتها ، بواسطة صفائح او اسياخ خاصه بذلك، تثبت داخلياً او خارجياً،  وكان الهدف من مثل هذه العمليات، تقليص فترة استعمال الجبائر لما ينتج عن استعمالها لفتراتٍ طويله من مشاكل تتعلق بتيبس المفاصل و ضمور العضلات المحيطة بها، كما ان لمثل هذه العمليات فضل في تقليص الفترة الزمنية التي يحتاجها مريض الكسر للعودة الى نشاطه المعتاد قبل حدوث الكسر او استعمال الطرف المصاب ، كما ان هناك انواع من الكسور وخاصة المعقده او المركبة منها لا سيما الكسور التي تمتد الى داخل المفاصل او كسر الورك عند كبار السن، او الكسور المفتوحه لا يمكن علاجها إلا بعمل جراحي ، وتكون الدواعي مطلقه او نسبيه لمثل هذا التداخل الجراحي.

 

مثل هذه العمليات اثبتت نجاحاً كبيرا خلال الالفيه الماضية للاسباب المذكوره سابقاً مقارنةً بالعلاج التحفظي مثل مختلف انواع الجبائر او الشد على السرير وغيره من اساليب العلاج التقليديه،  و لكن فيالوقت ذاته ظهرت مشاكل اخرى مصاحبه لهذه العمليات مثل التهابات الجروح مكان العملية او عدم التئام الكسر . بعض هذه المشاكل سببها الاصابه الاولية نفسها كأن يكون الكسر مفتوح منذ الاصابة ، و البعض الاخر يكون سببه اي من تلك الطرق والاساليب التي استخدمت لتنفيذ تلك العملية الجراحية والتقنيات المستعملة فيها وادوات التثبيت نفسها . جميع هذه المشاكل تم التعارف عليها بوصفها مضاعفات عمليات اصلاح الكسور.

ولذلك بدأ الاطباء ومهندسو الاجهزه الطبيه في كبريات مراكز الابحاث العالميه بدراسة  مشاكل وعيوب هذه العمليات الجراحية ومضاعفاتها وكيفية تقليصها، و تم تحقيق انجازات كبيرة خلال السنوات الماضية، من اهمها تطوير فهم كيفية حدوثالكسور وفهم طبيعتهاكما تطور فهمنا لعمليات اصلاح الكسور من حيث الاسلوب او من حيث المواد والاجهزة والعِدد المستعملة اثناء العمليه الجراحيه  .

كانت من النقاط التي غيرت من مفهوم الجراحين لكيفية التعامل مع الكسور

نظرة الجراح الاساسية للعظم المسكور ، فالعظم هو نسيج حي يتكون من هيكل وخلايا وانسجة حية، يحتاج الى التروية الدموية لادامة هذا النشاط الحيوي من بناء او هدم او التئام الكسور ، هذه التروية الدموية تصل الى العظم بواسطة اوعية دموية خاصة وايضا بواسطة الانسجة المحيطة والملتصقة بالعظم.

فاصبح الان من المسلمات ، ضرورة المحافظة على الانسجة الملتصقة  بالعظم خلال العملية الجراحية حتى تستدام التروية الدموية للعظم المكسور وبتالي تحقيق هدف العملية بدون مضاعفات، من هنا ظهرت فكرة اجراء العملية بما يعرف التداخل المحدود  في اجراء عمليات تثبيت الكسور( صورة 1) ، و هو عبارة عن عمل ارجاع وتثبيت الكسر بطريقة بعيدة عن منطقة الاصابة وبدون احداث ضرر اضافي للانسجة المحيطة بالكسر التي هي متضرره اصلا بسبب الاصابة حتى تستدام التروية الدموية للعظم المكسور.و لكي تتم العملية بهذه الطريقة اصبح الجراح بحاجة الى تعليم وتدريب اضافي في هذا المجال بالاضافة الى الحاجة في بعض الاحيان لمواد وعدد جراحية خاصة بالتداخل المحدود وبالاضافة الى وجود تكنولوجيا خاصة مثل :جهاز التصوير الشعاعي المستمر في العمليات او جهاز الملاحة الجراحي في بعض الكسور المعقدة مثل الحوض او العامود الفقري او جهاز المنظار الجراحي في بعض حالات كسور المفاصل.

ksor.jpg
 

التداخل المحدود في اجراء العمليات في جراحة العظام والكسور هو من التنقنيات الحديثة واصبح له تطبيقاتا واسعة حيث اظهر استخدامه تحسنا كبيرا على نتائج العمليات و على فرص حدوث مضاعفات، وبتالي تقليل معاناة المريض المصاب( صورة 2).